إلى قيادة التجمع الوطني الديمقراطي

Publié le par Mahi Ahmed

إلى قيادة التجمع الوطني الديمقراطي

 

Remarque/ C'est une contribution d'un camarade Egyptien lors des débats sur la problématique de la gauche (Mahi)

الاخوة في قيادة التجمع، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

نطرح عليكم في هذه المذكرة بعض الملاحظات والمقترحات علها تسهم في دفع فاعلية التجمع حالياً وتمهد لانتقال التجمع لمرحلة ما بعد اتفاقية السلام والمرحلة الانتقالية.

1- الهيكل القيادي معقد : سكرتارية، مكتب تنفيذي، لجان وأمانات متخصصة، وفي القاعدة لجان احياء، لجان أو تجمعات مدنيين- هيكل مركزي هرمي موازي لكيانات الاحزاب والفصائل المكوته للتجمع . ويمثل هذا الشكل عودة أو رجعة للهيكل التأسيسي الذي قام عليه التجمع عقب توقيع الميثاق - اكتوبر 89 -  وحتى مذكرة المعارضة الاولى للسلطة ومظاهرات الطلاب 95-96. وقتها كان قمع الانقاذ شاملاً وفي قمته، وكان التجمع هو المنبر المتاح لكل معارض، ويواظب المواطنون على سماع اذاعة التجمع وتداول قصاصات الصحف التى تنقل تصريحات وتحركات التجمع في الخارج، وشهدت تلك الفترة مقترحات وتصورات عديده حول اشكال تنظيم التجمع واساليب عمله واسباب انقطاع وتأثر اجتماعات سكرتاريته أو مجلسه العام الخ. أما الأن فقد أنجزت كل الأحزاب استقرار هياكلها التنظيمية والقيادية وفرضت وجودها ودورها ونشاطها ومخاطبة عضويتها والجماهير بالصحف والبيانات والندوات أو الحشد في المناسبات الوطنية.

لهذا نقترح أن يقتصر الهيكل القيادي على سكرتارية ومجلس عام ولجنة ادارية أو تنظيمية، وأن تكون مهام وصلاحيات السكرتارية تنسيق نشاط الأحزاب والفصائل المنضوية تحت لواء التجمع، ومتابعة التعاون مع اطراف المعارضة خارج التجمع، وهى معارضة لها وزنها ونشاطها سواء في الشمال أو الجنوب.

2- لجان التجمع في الأحياء؟  ظلت الفكرة مطروحه منذ تأسيس التجمع امتداداً للتصور المركزي الهرمي. وآن الأوآن للتعامل مع الواقع بموضوعية. فقد أنتظمت الاحزاب في العاصمة ومدن الاقاليم بلجانها ورموزها في كل مدينة. لجان الاتحادي الديمقراطي في اى مدينة تتلفى الموجهات من قيادتها في المدينة وليس من مندوب قيادة التجمع في المدينة، وقس على ذلك بقية الاحزاب. وعليه يصبح الشكل الأمثل هو اجتماع سكرتيرى تنظيمات احزاب التجمع في المدينة المعينة، وينقل كل سكرتير ماتم عليه الاتفاق لمجال حزبه. أما تشكيل لجان أحياء ولجان مدن موازية للجان الاحزاب فتشتيت للقوى والجهد ويمحق العائد. ومن جانبنا لا نستطيع ان نلبى احتياج التجمع في كل المدن والأحياء.

3- المعارضة خارج التجمع حقيقة ملموسة وواقع يستحيل تجاهله، وقد اسهمت مع التجمع في المذكرة الاولى والثاية بتوقيعات رموزها، وكذلك في اعلان الخرطوم تجاوباً مع بيان قرنق المهدى الميرغنى في القاهرة. وكانت وثيقة "ألإجماع الوطني" فرصة مواتية ليبادر التجمع بدعوة رموزها للقاء أو ندوة لمناقشتها وابداء رايهم حولها بالاضافة أوالتعديل .ومازال أمام هيئة قيادة التجمع في الخارج فرصة مواتية لاشراك رموز هذه المعارضة في اللجنة التى كونها للحوار مع الحكومة عقب اتفاق جدة الاطارى. وقد يكون لبعضها تحفظات على اتفاق جدة أو بعض بنوده، ولا ماتع من اشراكهم، فنحن ايضاً لنا تحفظات على الاتفاق.

4- بقاء القيادات النقابية في التجمع ظاهرة اٍيجابية فهى ترمز لجموع المحالين للصالح العام والمشردين، كما ترمز لعدوان السلطة على الحركة النقابية، وحقوقها التى ترعاها وتحميها المنظمات الدولية. لكن طبيعة النشاط النقابى تستلزم أن تحتفظ القيادات النقابية بمساحة واستقلالية عن نشاط التجمع، وأن تستقل بخطابها ومخاطبتها للعاملين، خاصة وهذه الفترة تشهد اتساعاً في الاضرابات من اجل صرف المتاخرات، كما تشهد نزوع العاملين نحو استعادة النقابة الفئوية من خلال تنفيذ الاضراب: الأطباء، المعلمون، العمال...الخ. دور القيادات النقابية بما لها من تجربة ومعرفة دعم ومساعدة حركة الاضرابات بمواصلة واحياء تقاليد الحركة النقابية في طرح مشروع لقانون النقابات ولائحة تنظيم النقابات ومخاطبة منظمة العمل الدولية والاتحادات النقابية في الخارج للتضامن مع العاملين في السودان لاسترداد حقوقهم النقابية. هذه خطى هامة على اعتاب الفترة الانتقالية حيث تجرى بالضرورة انتخابات نقابية واٍعادة تنظيم الهيكل النقابى وقيادات نقابية منتخبة تحدد صيغة علاقتها بالتجمع والحركة السياسية .

5- في سكرتارية التجمع مندوب لاتحاد المهنيين. وكانت خطوة موفقة أن تخلى المهنيون عن صيغة "التجمع النقابى" وعملوا بصيغة اتحاد المهنيين وانضموا للمجلس العام. ومازال الواجب المقدم للمهنين توحيد اوسع قوى بين صفوفهم لاستعادة نقاباتهم الفئوية واتحادهم. كان شكل التجمع بين المهنيين ملائماً للفترة السابقة للانتفاضة عام 85 حيث كانت نقابات المهنيين قائمة وفاعلة. أما اليوم فان القوى التى يمكن توحيدها لاستعادة النقابة أوسع بكثير من القوى التى يمكن ان تتوحد باسم التجمع وخير مثال على ذلك اللجنة التى باشرت التحضير لاضراب الاطباء لساعات ست, وتتكون من قوى بعضها لا يتعاطف مع التجمع وبعضها يعاديه.

نعتقد أن الصيغة الملائمة هى ترميم اتحاد المهنيين بالتشاور مع قواعد المهنيين، وقد تقدمنا للمهنيين بمقترحات عدة عندما كانوا يصدرون نشرتهم الدورية بانتظام،  وكان أغلب أعضاء اللجان التنفيذية لنقابات المهنيين واتحادهم قد هاجر - وحتى تجمع اساتذة جامعة الخرطوم الذي أصدر مشروع قانون الجامعة، لن يتقدم بمشروعه خطوة إذا لم يركز جهده لإستعادة نقابة الاساتذة - وهذه خطوة أهم من انضمامه للتجمع.

6- معسكرات التجمع بين الطلاب ليست موحدة: تجربة جامعة النيلين، ثم جامعة الخرطوم. وإذا كانت سكرتارية التجمع جادة في توحيد معسكرات التجمع الطلابية، فلا بديل لعقد اجتماع يضم ممثلين معتمدين من أحزاب التجمع مع ممثلين معتمدين عن المعسكرات الطلابية المعنية، والتأكد من ان قيادات الأحزاب قد زودت مندوبيها ومندوبي معسكرها الطلابي بتوجيهات قاطعة حول الوحدة وحل المشاكل والخلافات، وان وحدة معسكرات التجمع لا تحرمها من التحالف موحدة مع معسكرات طلابية خارج التجمع لخوض معركة انتخابات الاتحاد أو أي معركة أخرى. وقد يتطلب الأمر سلسلة اجتماعات وهو جهد مستحق وجدير بالبذل، ولا داعي لتكرار تجارب فاشلة بتكليف مندوب من سكرتارية التجمع للعمل مع الطلاب.

7- ونحن على اعتاب الفترة الانتقالية، وعودة تجمع الخارج للداخل، يستحسن ان نتفاكر مع الخارج حول الخطوط العريضة لهيكل القيادة وبرنامج العمل خلال الفترة الانتقالية. ما طرحه اجتماع هيئة القيادة في اسمرا حول استمرار التجمع خلال الفترة الانتقالية،  نوافق عليه من حيث المبدأ، لكن لابد من إعادة النظر في هيكل القيادة بحيث نكتفي بسكرتارية تنسيق، وبرنامج عمل محدد ممكن التنفيذ، بدلاً عن أهداف عامة براقة تلهب حماس الجماهير ويعجز التجمع عن تحقيقها.

8- لا بديل للشفافية والمسئولية الجماعية تجاه مالية التجمع، وأوجه صرفها وكشف الحساب السنوي والمراجعة المحاسبية المهنية على الأقل  في مستوى السكرتارية.

9- أثبتت صيغة التجمع النسائي جدواها، واسهم في نشاط التجمع بمستوى ايجابي. وكان ان أسهم في التوقيع على ميثاق مع عدة تنظيمات نسائية، واسهمت عضويته في العديد من الندوات والحلقات الدراسية في الداخل والخارج، وعليه  ان يستقبل التنظيمات النسائية لفصائل التجمع العائدة من الخارج ... الخ

انتظام المجلس العام للتجمع، ولو مرة في السنة، يسهم في تطوير نشاط منظمات المرأة والطلاب وغيرها.

نأمل ان تجدوا في ملاحظاتنا ما يساعد في استقرار واتساع نشاط التجمع.

سكرتارية اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي السوداني

الخرطوم: 21/12/2003م

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article